قــراءة في شهــادة اللــواء عمــر سليمـان

قــراءة في شهــادة اللــواء عمــر سليمـان
بقلم‏:‏ بقلم‏:‏ د‏.‏ حسن أبوطالب
 
 
3377
 
عدد القراءات
قــراءة في شهــادة اللــواء عمــر سليمـان
السؤال الذي يفرض نفسه هنا كيف علمت حماس وحزب الله بحجم الأحداث قبل يوم من وقوعها؟ وهل هذه المعرفة جاءت عن طريق جهات غربية أو إقليمية أم محلية؟
كثيرا ما تأخذنا سرعة الأحداث والأصوات العالية ويصعب علينا تأمل ما يستحق التأمل والتفكير العميق‏.‏ فقد خرجت جموع رافضة حكم القضاء في محاكمة مبارك‏,‏ خاصة الشق الخاص ببراءة مساعدي وزير الداخلية الأسبق‏,‏ رغم إدانته هو بالسجن المؤبد مدي الحياة‏.‏ شق من هذا الخروج الرافض هو نتيجة ثورة التوقعات التي ساقها الإعلام وسياسيون بأن الحكم لابد أن يتضمن أقسي الاحكام علي كل المتهمين‏,‏ ونتيجة للتلاعب بمشاعر أهالي الشهداء والمصابين دون النظر في ملابسات ما حدث وتفاصيله العميقة‏.‏ وشق آخر نتيجة رغبة بعض القوي السياسية في تصفية حسابات مع القضاء ككل‏,‏ وتوظيف مشاعر البسطاء للدخول مرة أخري في دوامة من الفوضي قبيل أيام قليلة من جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية بغية تعطيلها وإفساد حق المصريين في اختيار من يريدونه رئيسا لهم‏.‏
هنا لابد من ملاحظتين هامتين‏;‏ الأولي أن رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت ألمح بقوة إلي أن هذه الشهادات أنارت للمحكمة الطريق‏,‏ أي أنها أوضحت الكثير من الخفايا التي ضاعت في غمرة الأحداث‏,‏ وحددت حجم المسئولية التي يتحملها الرئيس السابق ووزير داخليته‏,‏ وبالتالي ساعدت المحكمة علي التوصل إلي الأحكام التي استقرت في يقينها دون التأثر بما يقال هنا أو هناك‏.‏
الثانية أن هذه الشهادات أنطوت علي معلومات في غاية الأهمية من حيث تفسير الملابسات والاستعدادات التي سبقت المظاهرات يوم‏25‏ يناير وما بعدها‏,‏ وأحاطت بانهيار الشرطة كليا يوم الجمعة‏28‏ يناير المعروف بجمعة الغضب‏,‏ وكذلك كشفت حجم سرقات السلاح الميري والذخائر من الأقسام والمديريات والاعتداءات المنظمة جيدا والمتزامنة علي السجون بغية تهريب مساجين محددين بمعاونة مجموعات من الداخل‏.‏ أو بمعني آخر كشفت وجود أيد أجنبية محترفة كانت علي علم تام بما سيكون يوم‏28‏ يناير‏2011,‏ واستغلت الأمر من أجل الاجهاز تماما علي الشرطة وإدخال البلاد في حالة انفلات أمني تم توظيفه لاحقا في دفع البلاد إلي الهاوية‏.‏
في ضوء هاتين الملاحظتين يمكن قراءة شهادات كل من المشير طنطاوي واللواء عمر سليمان ووزيري الداخلية السابقين محمود وجدي ومنصور عيسوي‏.‏ وهي الشهادات التي أقرت بوجود يد خارجية أسهمت بقوة في تحريك الأحداث علي النحو الذي تم‏,‏ وأن هذه اليد الخارجية غالبا هي المسئولة عن عمليات قتل المتظاهرين‏,‏ وأن حالة انهيار الشرطة لم تكن لتسمح بمعرفة من أطلق ماذا وبأي سلاح‏.‏ ولعل هذا يفسر ما قاله المستشار أحمد رفعت بأن القاتل ليس معروفا‏,‏ ولا يوجد ما يثبت بأن القتل تم بسلاح الشرطة الرسمي‏,‏ وحتي وإن حدث فقد يكون بواسطة سارق السلاح الميري وليس صاحبه الشرعي‏.‏ فضلا عما بات يعرف بإفساد الأدلة‏.‏ ومن هنا جاءت براءة معاوني الوزير الستة‏.‏
إذا‏,‏ من قراءة شهادة اللواء عمر سليمان ووزيري الداخلية السابقين‏,‏ يمكن أن نعرف بعض الجهات الخارجية التي كانت جزءا من مشهد العنف والتخريب وقتل المتظاهرين والاعتداء علي أقسام الشرطة والممتلكات العامة‏.‏ أولي هذه الجهات هي حركة حماس في غزة التي دخل عناصرها ومعهم عناصر من حزب الله إلي عمق القاهرة ليلة‏27‏ يناير‏,‏ أي قبل يوم واحد من جمعة الغضب‏.‏ وقد تم الأمر من خلال تسهيل عناصر من البدو لهذه العناصر للدخول إلي الاراضي المصرية عبر الانفاق للقيام بعمليات الهجوم علي عدد من السجون وتهريب عناصرهم التي كانت مسجونة بأحكام قضائية‏.‏ وامتد الامر الي سرقة العديد من السيارات المصرية ومنها مدرعات تابعة للشرطة تم تهريبها عبر الانفاق إلي داخل غزة‏.‏ وكذلك سيارات تمت سرقتها من جراج السفارة الامريكية‏.‏
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا كيف علمت حماس وحزب الله بحجم الأحداث قبل يوم من وقوعها؟ وهل هذه المعرفة جاءت عن طريق جهات غربية أو إقليمية أم محلية؟
ثانية هذه الجهات هي الولايات المتحدة التي دربت مجموعات من الشباب علي تحريك المظاهرات والسيطرة علي الجموع وتوجيهها ناحية الاحاطة ومحاصرة عناصر الشرطة وأقسام البوليس ووزارة الداخلية ووزارة الإعلام وغيرها من رموز الدولة‏.‏ وقد تم رصد حسب قول اللواء سليمان تدريبا لبعض هذه المجموعات قبل ثلاثة أيام من الدعوة إلي التظاهر يوم الثلاثاء‏25‏ يناير‏.2011‏
ثالثة هذه الجهات هي العناصر الإجرامية المنظمة التي تحركت للهجوم المتزامن علي السجون والأقسام ومديريات الشرطة وسرقة ما بها من سلاح وتهريب المجرمين من داخلها‏.‏
حين نتأمل هذه الحقائق‏,‏ جنبا إلي جنب الحقيقة الثابتة وهي انهيار الشرطة بالكامل عصر يوم‏28‏ يناير وذهاب عناصرها ضباطا وجنودا إلي بيوتهم‏,‏ يصبح من المنطقي ألا تكون هناك أوامر من أي قيادة شرطية بمواجهة المتظاهرين‏,‏ ويحدث الانفلات الكامل الذي يسمح للعناصر الخارجية أن تمارس هواية القتل بهدف إشعال الموقف دون أن تخشي أي عواقب‏.‏ هذه الحقائق تساعد جزئيا علي معرفة القاتل الحقيقي ومعرفة هدفه‏,‏ وتساعد أيضا علي إدراك أن الهدف الأسمي الذي سعت إليه القوي الخارجية ليس إضعاف مصر وحسب‏,‏ بل ودفعها إلي الانهيار الكامل‏.‏ وعلي الكثيرين الذين استمرأوا الهجوم علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة طوال الستة عشر شهرا الماضية‏,‏ أن يعيدوا النظر في مواقفهم‏,‏ وأن يدركوا حجم الخطر الذي يحيق بمصر وبأمنها‏,‏ وأن يكون لهم موقف وطني صرف تجاه الذين كانوا جزءا من خطة جهنمية للاعتداء علي مصر وشعبها وشرطتها‏.‏
 

Comments

Popular posts from this blog

كونات وأجزاء عفشة السيارة كاملة

[Security]THE NEOPHYTE'S GUIDE TO HACKING

ترصيص عجل السيارات ومنع الاهتزاز